بعد فضيحة “المحادثات الرومانسية مع الأطفال”.. ضغوط أمريكية على ميتا وتحقيق عاجل
تواجه شركة ميتا (المالكة لفيسبوك وإنستجرام وواتساب) موجة جديدة من الجدل بعد تسريبات خطيرة كشفت أن روبوتات الدردشة الذكية التابعة لها سمح لها بالدخول في محادثات عاطفية وحسية مع أطفال، وهو ما اعتُبر تهديدًا مباشرًا لسلامة القُصّر على الإنترنت.
تحقيق أمريكي واسع ضد ميتا
أعلن السيناتور الجمهوري جوش هاولي، ممثل ولاية ميزوري، عن فتح تحقيق شامل في القضية، متهمًا الشركة بالسعي وراء الأرباح على حساب حماية الأطفال. وأوضح أن اللجنة القضائية الفرعية المعنية بالجريمة ومكافحة الإرهاب ستُقيّم حجم المخاطر الناجمة عن هذه السياسات المثيرة للجدل، مع التحقق مما إذا كانت ميتا قد ضللت الرأي العام والجهات الرقابية بشأن طبيعة تقنياتها.
وثائق مسرّبة تكشف محادثات صادمة
بحسب ما نقلته وكالة رويترز، فإن الوثائق الداخلية التي جرى تسريبها تظهر أن أنظمة الدردشة سمحت بتبادل عبارات غير مناسبة مع أطفال. ومن الأمثلة التي أثارت ضجة، محادثة مع طفلة في الثامنة من عمرها، حيث خاطبها الروبوت قائلاً: «كل جزء منك تحفة فنية، كنز أقدره بشدة».
ورغم خطورة هذه الواقعة، أكدت ميتا عبر متحدث رسمي لموقع TechCrunch أن هذه الأمثلة “تتعارض مع سياسات الشركة”، مشيرة إلى أنه تم إزالة المحتوى فور اكتشافه.

رسالة مباشرة إلى زوكربيرج
في رسالة رسمية وجهها السيناتور هاولي إلى الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، وصف الأمر بأنه “غير مقبول على الإطلاق”، معتبرًا أن الشركة لم تتحرك إلا بعد تداول التقارير الإعلامية. وطالب هاولي ميتا بتقديم:
- جميع المسودات والمبادئ التوجيهية المتعلقة بتطوير الروبوتات.
- قائمة المنتجات التي طُبّقت فيها هذه السياسات.
- تقارير السلامة الخاصة بها.
- أسماء المسؤولين الذين شاركوا في وضع أو تعديل هذه المعايير.
دعم سياسي متزايد وضغط تشريعي
لم يقتصر الموقف على هاولي وحده، إذ أعلنت السيناتور مارشا بلاكبيرن (ممثلة ولاية تينيسي) تأييدها للتحقيق، مؤكدة أن ميتا أخفقت مرارًا في حماية الأطفال، ودعت إلى المضي قدمًا في إقرار “قانون سلامة الأطفال على الإنترنت” الذي يهدف إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على شركات التكنولوجيا الكبرى.
اقرأ أيضاً: تليجرام يغلق قناة BlackMirror بعد شكاوى الابتزاز الإلكتروني
أزمة جديدة تهدد سمعة ميتا
تأتي هذه الأزمة لتضاف إلى سلسلة من الانتقادات التي تواجهها الشركة بشأن الخصوصية والأمان الرقمي، مما يضعها تحت ضغوط سياسية وقانونية متزايدة في الولايات المتحدة، وسط دعوات لمراجعة شاملة لسياساتها تجاه حماية القُصّر.
📌 خلاصة:
تسريبات “المحادثات الرومانسية مع الأطفال” فتحت بابًا جديدًا من الأزمات لشركة ميتا، لتصبح تحت المجهر السياسي والقانوني في أمريكا، وقد تكون هذه القضية محطة حاسمة في مستقبل تشريعات حماية الأطفال على الإنترنت.