بوتين يوجه رسائل إيجابية قبل قمة ألاسكا مع ترامب

قبل ساعات من القمة المنتظرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، أرسل بوتين إشارات إيجابية توحي برغبته في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
القمة، التي ستُعقد في مدينة أنكوريج بولاية ألاسكا يوم الجمعة، تحظى بترقب دولي كبير، إذ تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الروسية واحدة من أكثر مراحلها توتراً منذ عقود، بسبب الحرب في أوكرانيا وقضايا الأمن الدولي.

إشادة بجهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا

في تصريحات بثها الكرملين يوم الخميس، أشاد بوتين بجهود إدارة ترامب لوضع حد للصراع الدائر في أوكرانيا، والذي اندلع قبل أكثر من ثلاث سنوات عقب العملية العسكرية الروسية.
وقال بوتين إن واشنطن تبذل “جهوداً حيوية وصادقة” لوقف القتال، معبراً عن أمله في التوصل إلى اتفاقيات تخدم جميع الأطراف المعنية. وأضاف أن هناك فرصة حقيقية للوصول إلى “شروط طويلة الأمد للسلام” بين موسكو وواشنطن، بل وفي أوروبا والعالم، من خلال تفاهمات حول ملف الأسلحة النووية.

ترامب: القمة قد تفشل بنسبة 25%

ترامب و بوتين

من جانبه، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدراً من الحذر بشأن نتائج اللقاء، مشيراً في تصريحات من واشنطن إلى أن احتمالات فشل القمة قد تصل إلى 25%.
لكن ترامب لم يُغلق الباب أمام خطوات إضافية، إذ أشار إلى إمكانية دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد اجتماع ثلاثي في ألاسكا، إذا ما حقق لقاؤه الثنائي مع بوتين تقدماً ملموساً.

اتصالات مكثفة قبل القمة

خلال مقابلة إذاعية مع شبكة فوكس نيوز، كشف ترامب أنه قد يمدد فترة بقائه في ألاسكا وفق ما ستسفر عنه المناقشات مع بوتين.
في المقابل، يتحرك الرئيس الأوكراني زيلينسكي وقادة أوروبيون لضمان أن تُؤخذ مصالحهم في الحسبان خلال المحادثات.
وفي لندن، استقبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر زيلينسكي في مقر الحكومة بشارع داونينغ، حيث تبادلا التحية بالعناق أمام عدسات الكاميرات، دون الإدلاء بتصريحات علنية، قبل أن يغادر زيلينسكي بعد نحو ساعة.

تحركات دبلوماسية أوروبية

زيارة زيلينسكي إلى بريطانيا جاءت بعد يوم واحد من مشاركته في اجتماع افتراضي من برلين جمعه بترامب وعدد من القادة الأوروبيين.
وخلال هذه المحادثات، أكد ترامب التزامه بالسعي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا كأولوية رئيسية، وهو ما لاقى ترحيباً من بعض القادة، بينما ظل آخرون متحفظين بانتظار نتائج قمة ألاسكا.

أهمية القمة على الصعيد الدولي

يرى محللون أن هذه القمة قد تشكل نقطة تحول في الصراع الأوكراني وفي العلاقات بين واشنطن وموسكو، خاصة إذا ما تم الاتفاق على إطار زمني لوقف الأعمال القتالية أو على خطوات ملموسة للحد من التوتر العسكري.
كما تُعد الملفات النووية وأمن القطب الشمالي والوجود العسكري في آسيا من القضايا التي من المتوقع أن تكون على جدول المباحثات.

أجواء حذرة وتوقعات متباينة

ورغم التصريحات الإيجابية لبوتين، فإن الأجواء تبقى حذرة، إذ يحذر بعض المراقبين من أن الخلافات العميقة حول ملفات مثل توسع حلف الناتو والعقوبات الاقتصادية قد تعرقل أي تقدم ملموس.
لكن مجرد عقد اللقاء في ألاسكا، بموقعها الاستراتيجي وقربها النسبي من روسيا، يُعتبر مؤشراً على وجود رغبة لدى الطرفين في إيجاد أرضية مشتركة، ولو مبدئية، للحوار.

أوكرانيادونالد ترامبفلاديمير بوتينفوكس نيوزفولوديمير زيلينسكيموسكوواشنطن
Comments (0)
Add Comment