اكتشاف مدهش: تمرين بسيط يحمي دماغك ويقلل خطر ألزهايمر بشكل ملحوظ!
مع تزايد أعداد المصابين بمرض ألزهايمر حول العالم، والذي يُتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2060، يبحث العلماء باستمرار عن طرق فعّالة للوقاية من هذا المرض الذي يسرق الذاكرة تدريجياً من كبار السن. وفي تطور لافت، كشفت دراسات حديثة أن ممارسة نوع محدد من التمارين الرياضية البسيطة قد يكون بمثابة درع واقٍ للدماغ ضد الخرف.
التمارين ثنائية المهام.. سر حماية الدماغ
تشير الأبحاث إلى أن التمارين المعروفة بـ “التمارين ثنائية المهام” (Dual-Task Exercises) لها تأثير مباشر في تقوية القدرات المعرفية. هذه التمارين تجمع بين النشاط البدني والتحفيز العقلي في الوقت ذاته، مثل المشي أثناء إجراء محادثة، أو ممارسة تمرين بدني يتطلب تركيزاً ذهنياً لحل مسألة أو تذكر معلومة.
الدكتورة هيذر سانديسون، أخصائية العلاج الطبيعي، تؤكد أن هذا النوع من التمارين يحفّز الدماغ على العمل بجهد أكبر، إذ يجبره على التنسيق بين الحركة والتفكير والتركيز، ما يعزز الروابط العصبية ويُبقي العقل في حالة نشاط دائم.
نتائج مبهرة من دراسات علمية

دراسة نُشرت في دورية “مرض ألزهايمر” عام 2022، تابعت مجموعة من كبار السن المصابين بمشاكل في الذاكرة، وطبّق عليهم الباحثون برنامجاً يتراوح بين جلستين إلى خمس جلسات أسبوعياً، مدة كل منها ما بين 30 و120 دقيقة.
النتائج جاءت مدهشة: المشاركون أظهروا تحسناً ملحوظاً في الذاكرة والانتباه وسرعة المشي والتوازن، بل وانخفضت لديهم مستويات بروتين “بيتا أميلويد“، وهو أحد المؤشرات الأساسية المرتبطة بتطور مرض ألزهايمر.
كيف تعمل هذه التمارين على الدماغ؟
يكشف الخبراء أن سر فعالية هذه التمارين يكمن في أنها تُشغّل شبكات دماغية متعددة في الوقت ذاته، ما يعزز ما يُعرف بـ اللدونة العصبية (Neuroplasticity)، أي قدرة الدماغ على التكيف وبناء مسارات جديدة. هذا التآزر بين الجسم والعقل يساعد على حماية الذاكرة والحفاظ على الاستقلالية الجسدية مع التقدم في العمر.
اقرأ أيضاً: تحذير صادم من “عرّاب الذكاء الاصطناعي”: فرصة نجاتنا لا تتجاوز 10%!
نصائح للوقاية الشاملة
ورغم أهمية التمارين ثنائية المهام، يحذر العلماء من الاعتماد عليها وحدها للوقاية من ألزهايمر. إذ تُظهر الدراسات أن نحو 35% من خطر الإصابة بالخرف مرتبط بعوامل قابلة للتعديل مثل:
- ارتفاع ضغط الدم والسمنة في منتصف العمر.
- التدخين والعزلة الاجتماعية.
- فقدان السمع والاكتئاب.
- مرض السكري وقلة النشاط البدني.
لذلك، يُنصح باتباع نمط حياة صحي متكامل يجمع بين الرياضة، التغذية السليمة، الأنشطة الاجتماعية، وإدارة الأمراض المزمنة، لتقليل خطر الإصابة بالخرف والحفاظ على صحة الدماغ أطول فترة ممكنة.