بين القوام الممتلئ والرشاقة: لماذا يفضّل الرجال المرأة ذات المنحنيات؟
هل تساءلت يومًا عن السر وراء انجذاب الكثير من الرجال إلى المرأة صاحبة القوام الممتلئ مقارنة بالمرأة النحيفة؟ الحقيقة أن الأمر ليس مجرد ذوق عابر أو موضة مرتبطة بزمن معين، بل هو مزيج معقّد من العوامل البيولوجية والتطورية والنفسية والثقافية التي ساهمت في تشكيل معايير الجمال على مرّ العصور.
ورغم أن معايير الجاذبية اختلفت من زمن لآخر، فإن القاسم المشترك في معظم الحضارات كان تقدير القوام الأنثوي الممتلئ الذي يرمز إلى الخصوبة والصحة والأنوثة.
وفي هذا المقال، نستعرض الأسباب التي تجعل كثيرًا من الرجال يميلون إلى المرأة ذات المنحنيات، من منظور تطوّري، نفسي، وثقافي.
أولاً: المنظور التطوّري والبيولوجي
من الناحية التطورية، يعتبر القوام الممتلئ علامة واضحة على الخصوبة والصحة الجيدة. فالعلماء يؤكدون أن نسبة الخصر إلى الورك كانت دائمًا مؤشرًا قويًا على القدرة الإنجابية لدى المرأة.
- المرأة صاحبة الخصر النحيف والورك العريض غالبًا ما يُنظر إليها كرمز للخصوبة.
- القوام الممتلئ يدل في الغالب على مستويات جيدة من هرمون الإستروجين، المسؤول عن الخصوبة والتوازن الهرموني.
- عبر التاريخ، كان الرجل يميل بشكل لا واعٍ إلى هذه السمات لأنها تعكس قدرة أكبر على الحمل والإنجاب، وبالتالي استمرار النوع البشري.
بكلمات أخرى، ما يبدو لنا “ذوقًا” قد يكون في الأساس غريزة فطرية متجذّرة في العقل الباطن، تحكمها بقايا آليات بقاء قديمة.
ثانيًا: البُعد النفسي والعاطفي
لا تتوقف القصة عند الجانب البيولوجي فقط، بل للعوامل النفسية دور بارز أيضًا. إذ يرى كثير من الرجال أن المرأة الممتلئة أكثر:
- دفئًا وحنانًا: إذ يرتبط الامتلاء في المخيلة الجمعية بالراحة والاحتواء.
- قربًا من الأنوثة الكاملة: فالمنحنيات الرقيقة تثير شعورًا بالنعومة والجاذبية.
- جاذبية بصرية أكبر: الجسم الممتلئ يقدم تنوعًا بصريًا أكثر ثراءً مقارنة بالشكل النحيل المتناسق.
ومن الطريف أن بعض الدراسات أشارت إلى أن الرجال يجدون راحة أكبر عند مشاركة الطعام مع امرأة لا تخجل من تناول الطعام، وهو ما يجعل القوام الممتلئ مرتبطًا في أذهان البعض بالبساطة والعفوية.
ثالثًا: الانعكاس الثقافي والفني عبر العصور
عند النظر إلى الفن والثقافة، نجد أن المرأة الممتلئة كانت ولا تزال رمزًا للجمال في العديد من العصور:
- في الحضارات القديمة، صُوِّرت آلهة الخصوبة دائمًا بملامح جسدية ممتلئة.
- في عصر النهضة الأوروبي، رسم كبار الفنانين نساءً ممتلئات اعتبرن مثالًا للجمال الأنثوي.
- وحتى في القرن العشرين، احتفى الإعلام والسينما بنجمات مثل مارلين مونرو صاحبة المنحنيات الجذابة.
ومع أن الإعلام الحديث يروّج غالبًا للنحافة كنموذج مثالي للجمال، إلا أن هذا لا يلغي التقدير العميق المتجذّر للجسم الممتلئ، والذي ما زال يحظى بإعجاب واسع.
رابعًا: هل يعني ذلك أن النحافة أقل جاذبية؟

بالطبع لا. فالجمال نسبي، وما يفضله رجل قد يختلف كليًا عما يفضله آخر. هناك من يرى في القوام النحيف رمزًا للأناقة والرشاقة، في حين يفضل آخرون الامتلاء لما يرمز إليه من دفء وجاذبية.
الواقع أن التنوع في الأذواق هو ما يجعل الجمال مفهومًا واسعًا لا يمكن حصره في شكل واحد فقط. غير أن تفضيل المنحنيات الممتلئة لدى كثير من الرجال يظل خيطًا ثابتًا متكررًا، تؤكده الدراسات والأمثلة التاريخية والفنية.
الخلاصة
إن انجذاب الرجال إلى المرأة الممتلئة ليس مجرد مسألة ذوق شخصي أو موضة عابرة، بل هو تفاعل معقد بين الغريزة البيولوجية، والعوامل النفسية، والسرديات الثقافية التي شكّلت وعي الإنسان منذ آلاف السنين.
فالمرأة الممتلئة في نظر الكثيرين ليست فقط رمزًا للجاذبية الجسدية، بل أيضًا للأمان العاطفي، الخصوبة، والأنوثة المكتملة. ومع ذلك، يظل الجمال مفهومًا متعدد الأبعاد، لا يقتصر على قوام محدد، بل يتجاوز ذلك ليشمل الروح، الشخصية، والثقة بالنفس.