حادث صادم يهز مدينة ميونيخ الألمانية
استيقظ سكان مدينة ميونيخ الألمانية، صباح الأربعاء، على وقع انفجار قوي أعقبه إطلاق نار في شارع ليرشيناور الرئيسي، مما استدعى انتشارًا كثيفًا لرجال الشرطة والإطفاء.
الواقعة أثارت حالة من الذعر، خصوصًا وأنها تزامنت مع التحضيرات الجارية لمهرجان أكتوبرفست الشهير، أحد أكبر وأشهر الفعاليات السياحية في أوروبا.
تفاصيل الحادث: تفجير منزل وانتحار مأساوي
كشفت صحيفة بيلد الألمانية أن الحادث يعود إلى رجل أقدم على تفجير منزل والديه باستخدام أجهزة متفجرة قام بتفخيخها مسبقًا، قبل أن يشعل النار في المنزل ويقدم على الانتحار.
الشرطة عثرت على جثة الرجل داخل المنزل المحترق، إلى جانب شخص آخر مصاب بجروح ناجمة عن طلقات نارية.
تدخل الشرطة وقوات خاصة
أعلنت الشرطة عبر منصة إكس (تويتر سابقًا) أنها عثرت على فخاخ قابلة للانفجار داخل المنزل، ما استدعى تدخل قوات خاصة متخصصة في نزع فتيل المتفجرات لتأمين المكان.
وأكد المتحدث باسم الشرطة أنه لا يوجد خطر مباشر على الجمهور، لكن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه الحقيقية.
هل هناك صلة بمهرجان أكتوبرفست؟
أحد أبرز التساؤلات التي طرحتها وسائل الإعلام الألمانية هو ما إذا كان لهذا الحادث علاقة بمهرجان أكتوبرفست، الذي يجذب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم إلى ميونيخ.
وقد ذكرت الشرطة أنها تحقق في احتمال وجود صلة بمواقع أخرى في المدينة، بما في ذلك تيريزينفيزه، الساحة الرئيسية للمهرجان، ما أدى إلى تأجيل افتتاحه لساعات حتى يتم التأكد من سلامة المكان.
مهرجان أكتوبرفست.. رمز ثقافي وسياحي
🔥 A house in Munich (Lerchenauer Straße/Dahlienstraße) has been on fire since 5am after strong explosions & reports of gunfire. 🚨 Emergency services are on full alert and say the incident was not accidental. #Munich #Germany pic.twitter.com/rYUOby7XiN
— Conflicthistory and News (@news_and32812) October 1, 2025
يعد مهرجان أكتوبرفست واحدًا من أقدم المهرجانات في ألمانيا، حيث يعود تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر. يقام سنويًا في ميونيخ ويستقطب أكثر من 6 ملايين زائر من داخل ألمانيا وخارجها.
أي حادث أمني أو تهديد في المدينة خلال فترة المهرجان يثير مخاوف كبيرة نظرًا لحجم التجمعات البشرية فيه وأهمية الحدث على المستوى الاقتصادي والسياحي.
خلفية عن الوضع الأمني في ألمانيا
خلال السنوات الأخيرة، واجهت ألمانيا عدة تحديات أمنية متعلقة بجرائم فردية وأعمال عنف.
- في 2016، شهدت ميونيخ هجومًا مسلحًا أودى بحياة 9 أشخاص.
- في فترات لاحقة، أحبطت الشرطة مخططات إرهابية مرتبطة بجماعات متطرفة.
لذلك، فإن حادث تفجير منزل بهذه الطريقة يضع علامات استفهام حول الدوافع النفسية والشخصية للمنفذ، وهل ارتبط الأمر بأسباب عائلية بحتة أم له أبعاد أوسع.
التحقيقات الجارية
حتى الآن، لم تكشف الشرطة الألمانية عن هوية المنفذ بشكل رسمي أو دوافعه، مكتفية بالإشارة إلى أن الأدلة تشير إلى تفخيخ متعمد للمنزل قبل إشعاله.
كما لم يتم استبعاد أي فرضيات، سواء كانت مرتبطة بـ اضطرابات شخصية أو خلافات عائلية أو حتى نوايا للتأثير على الأجواء العامة في ميونيخ خلال فترة المهرجان.
ردود فعل المجتمع المحلي
أثار الحادث حالة من الصدمة والحزن بين سكان ميونيخ، خاصة أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار تُعتبر سكنية وهادئة.
وتداول شهود عيان عبر وسائل الإعلام المحلية أنهم سمعوا أصوات انفجارات متتالية وإطلاق نار، قبل أن يشاهدوا ألسنة اللهب تتصاعد من المنزل.
الخلاصة
حادث تفجير منزل في ميونيخ وما تبعه من انتحار منفذ الهجوم يمثل واقعة مأساوية تزيد من المخاوف الأمنية في ألمانيا، خاصة مع قرب انطلاق مهرجان أكتوبرفست الذي يشكل قلب الحياة الثقافية والسياحية للمدينة.
وبينما تستمر الشرطة في التحقيق لمعرفة الدوافع، يبقى السؤال مطروحًا: هل كان الحادث نتيجة خلاف عائلي مأساوي، أم أنه يحمل أبعادًا تتجاوز حدود الأسرة إلى المجتمع بأكمله؟