أولها الجزائر وآخرها سان مارينو.. أقدم جمهورية تعترف بفلسطين

سان مارينو تنضم إلى قائمة الدول المعترفة بفلسطين

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأحد، بقرار جمهورية سان مارينو الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، واعتبرت هذه الخطوة “قرارًا شجاعًا” يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويدعم الجهود المستمرة لتحقيق السلام القائم على حل الدولتين.

وجاء هذا الإعلان خلال كلمة ألقاها وزير خارجية سان مارينو لوكا بيكاري أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أكد التزام بلاده بموقف واضح تجاه القضية الفلسطينية والكارثة الإنسانية الجارية في غزة والضفة الغربية.

تصريحات وزير خارجية سان مارينو

موقف إنساني ودبلوماسي

قال الوزير بيكاري: “إن الكارثة الإنسانية الجارية في غزة والضفة الغربية لا تطاق، وما زالت واحدة من أكثر المآسي إيلامًا في عصرنا”. وأضاف أن وقف إطلاق النار الفوري والدائم أصبح ضرورة ملحة، إلى جانب الإفراج عن الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون عوائق للسكان المدنيين.

رفض الاستيطان والعقاب الجماعي

أكد بيكاري أن الاستيطان المتواصل، خاصة في المشاريع الحساسة مثل مشروع (E1)، يقضي على أي فرصة لتحقيق السلام. كما شدد على أن العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني عبر القصف العشوائي والتجويع والتهجير أمر لا يمكن تبريره.

التزام البرلمان وتنفيذ القرار

أوضح وزير خارجية سان مارينو أن برلمان بلاده كان قد كلف الحكومة في 15 مايو الماضي بالاعتراف بدولة فلسطين خلال هذا العام، وجاء الإعلان الرسمي أمام الأمم المتحدة تنفيذًا لذلك التفويض، ليكون بمثابة رسالة سياسية ودبلوماسية قوية بأن الاعتراف بفلسطين شرط أساسي لتحقيق العدالة والسلام.

موقف فلسطين من الاعتراف

وزارة الخارجية الفلسطينية عبّرت عن شكرها وتقديرها لسان مارينو، مؤكدة أن هذا الموقف ينسجم مع الدعوات الدولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل. كما أشادت بمطالبة الوزير بيكاري بوقف الحرب على غزة، ورفضه لسياسة الاستيطان، ودعمه لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

موجة اعترافات متسارعة

اعترافات أوروبية جديدة

يأتي اعتراف سان مارينو متزامنًا مع موجة متسارعة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها بفلسطين، أعقبها لاحقًا اعتراف كل من لوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو.

الجزائر البداية

تُعد الجزائر أول دولة اعترفت بفلسطين، وذلك منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين عام 1988 من العاصمة الجزائرية. واليوم تأتي سان مارينو، أقدم جمهورية دستورية في العالم، لتكون أحدث الدول المنضمة إلى هذه القائمة.

عدد الدول المعترفة بفلسطين

مع انضمام سان مارينو، ارتفع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى نحو 160 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة. هذا الرقم يعكس التوسع المتزايد في الدعم الدولي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

دلالة الاعتراف

اعتراف سان مارينو يحمل رمزية خاصة، ليس فقط لأنها من أقدم الجمهوريات الدستورية في العالم، بل لأنه يؤكد أن العدالة والشرعية الدولية لا ترتبط بحجم الدول أو قوتها، وإنما بإرادتها السياسية ومواقفها الأخلاقية.

خطوة سان مارينو بالاعتراف بدولة فلسطين تأتي في وقت حساس يشهد تصاعدًا للأزمة في غزة والضفة الغربية، وتعكس إدراكًا عالميًا متزايدًا بأن تحقيق السلام العادل يتطلب إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. وبينما كانت الجزائر البداية قبل أكثر من ثلاثة عقود، فإن سان مارينو اليوم تؤكد أن مسيرة الاعتراف بفلسطين مستمرة حتى تحقيق العدالة المنشودة.