إسرائيل تستهدف قيادات حوثية رفيعة في صنعاء والحوثيون يتوعدون بالثأر

في تصعيد جديد يعكس خطورة الأوضاع في المنطقة، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية التابعة لجماعة الحوثي في اليمن مقتل عدد من أبرز وزرائهم، وذلك إثر غارات جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء يوم الخميس الماضي. وتسببت هذه الهجمات في سقوط قيادات بارزة داخل حكومة “الإنقاذ” الحوثية غير المعترف بها دولياً، ما اعتبره مراقبون تطوراً نوعياً في مسار الصراع الممتد في المنطقة.


قائمة وزراء الحوثيين الذين لقوا مصرعهم

كشف التلفزيون الرسمي للحوثيين عن أسماء القتلى الذين شملتهم الغارات الإسرائيلية، وكان من بينهم شخصيات بارزة تتولى مناصب عليا في حكومة الجماعة، ومن أبرزهم:

  • أحمد غالب ناصر الرهوي: رئيس مجلس الوزراء.
  • القاضي مجاهد أحمد عبدالله علي: وزير العدل وحقوق الإنسان.
  • معين هاشم أحمد المحاقري: وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار.
  • رضوان علي علي الرباعي: وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية.
  • جمال أحمد علي عامر: وزير الخارجية والمغتربين.
  • علي سيف محمد حسن: وزير الكهرباء والطاقة والمياه.
  • علي قاسم حسين اليافعي: وزير الثقافة والسياحة.

كما شملت قائمة الضحايا أيضاً:

  • سمير محمد أحمد باجعالة: وزير الشؤون الاجتماعية والعمل.
  • هاشم أحمد عبدالرحمن شرف الدين: وزير الإعلام.
  • محمد علي أحمد المولد: وزير الشباب والرياضة.
  • محمد قاسم الكبسي: مدير مكتب رئاسة الوزراء.
  • زاهد محمد العمدي: سكرتير مجلس وزراء.

هذه الخسارة الكبيرة في الصف القيادي الحوثي جاءت في وقت يشهد فيه اليمن توتراً متزايداً وتوسعاً في دائرة الصراع الإقليمي.


ردود فعل الحوثيين على الغارات الإسرائيلية

عبد الملك الحوثي يصف الضربة بـ”الجريمة”

في خطاب متلفز، اعتبر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أن استهداف وزرائه المدنيين يمثل “جريمة جديدة تضاف إلى السجل الإجرامي لإسرائيل في المنطقة”. وأضاف أن الرد الحوثي سيكون عبر “مسار عسكري ثابت وتصاعدي” يشمل الهجمات الصاروخية، الطائرات المسيرة، وأيضاً تشديد الحظر البحري.

تهديدات بالتصعيد

لم يكتف الحوثيون بالإدانة، بل أكدوا أنهم بصدد الانتقام المباشر من إسرائيل، معتبرين أن مقتل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء يمثل إعلان حرب مفتوح. وقالت قيادات بارزة في الجماعة إن ما حدث لن يمر دون “رد مدوٍ”، في إشارة إلى احتمالية توسع دائرة استهداف الحوثيين للأراضي الإسرائيلية أو السفن المرتبطة بها في البحر الأحمر.


الموقف الإسرائيلي: ضربة استباقية

من جانبها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارات الجوية نُفذت عقب ورود معلومات استخباراتية عن اجتماع مهم يضم قيادات حوثية رفيعة. وأوضحت أن القرار جاء سريعاً من المستوى السياسي والعسكري في تل أبيب، مؤكدة أن الهدف الرئيسي كان استهداف قيادات مؤثرة داخل الجماعة المتحالفة مع إيران.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فإن الهجوم استهدف بشكل خاص رئيس الأركان ووزير الدفاع في حكومة الحوثيين، لكن لم يُعلن بعد بشكل رسمي عن نتائج دقيقة لتلك الضربة.


خلفية الصراع بين الحوثيين وإسرائيل

المشاركات ذات الصلة
1 من 10

جذور التوتر

رغم أن الصراع في اليمن بدأ منذ سنوات كحرب أهلية داخلية بين الحكومة الشرعية والحوثيين، إلا أن تداعياته تجاوزت الحدود اليمنية لتصل إلى البحر الأحمر، حيث كثف الحوثيون من هجماتهم ضد السفن التجارية وناقلات النفط المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة.

الدعم الإيراني ودور الحوثيين الإقليمي

يرى مراقبون أن العلاقة الوثيقة بين الحوثيين وإيران لعبت دوراً محورياً في دخول الجماعة على خط المواجهة مع إسرائيل، خصوصاً بعد اندلاع الحرب في غزة أواخر عام 2023، إذ أعلن الحوثيون مراراً دعمهم لحركة حماس وشنوا هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ نحو إسرائيل.

تهديد الملاحة الدولية

تسببت هذه التطورات في أزمة ملاحية غير مسبوقة في البحر الأحمر، حيث اضطرت العديد من شركات الشحن العالمية لتغيير مساراتها بعيداً عن باب المندب، ما أثر بشكل مباشر على التجارة الدولية وزاد من الضغوط الاقتصادية العالمية.


اقرأ أيضا: تركيا تعلن قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل وإغلاق أجوائها بالكامل

التداعيات المحتملة للهجوم الإسرائيلي

تصعيد عسكري إقليمي

مقتل هذا العدد من القيادات الحوثية قد يدفع الجماعة إلى تصعيد عملياتها ضد إسرائيل وحلفائها في المنطقة، سواء عبر الهجمات البحرية أو باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.

تأثير داخلي في اليمن

على الصعيد الداخلي، تمثل الضربة ضربة موجعة لسلطة الحوثيين في صنعاء، خاصة أن المستهدفين هم وزراء مدنيون يتولون إدارة قطاعات حيوية مثل الاقتصاد، الطاقة، الزراعة والإعلام، وهو ما قد يترك فراغاً في إدارة مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

موقف المجتمع الدولي

من المرجح أن يثير الهجوم جدلاً واسعاً على الصعيد الدولي، خصوصاً أن استهداف شخصيات مدنية بارزة قد يُصنف ضمن انتهاكات القانون الدولي. في المقابل، قد ترى بعض القوى الغربية أن الضربة تأتي في إطار ردع الحوثيين عن تهديد الملاحة الدولية واستهداف إسرائيل.

يُظهر هذا الهجوم أن الصراع في المنطقة يتجه نحو مزيد من التعقيد والتشابك الإقليمي، حيث لم يعد مقتصراً على اليمن وحده، بل بات جزءاً من معادلة أوسع تشمل إسرائيل، إيران، وحلفاء كل طرف. وبينما يتوعد الحوثيون بالانتقام، يبقى السؤال الأبرز: هل ستشهد المنطقة جولة جديدة من التصعيد العسكري قد تمتد لتشعل مواجهة إقليمية واسعة؟

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. موافق اقرأ المزيد