قصة السيدة السورية زيزوف علي: صمود أسطوري أمام النيران في عين الورد

0 3

في قلب سهل الغاب بريف حماة الغربي، وفي مشهد مؤثر لامس مشاعر الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، وقفت السيدة السورية زيزوف علي، البالغة من العمر سبعين عامًا، شامخة أمام ألسنة اللهب المشتعلة التي اقتربت من منزلها في قرية عين الورد، رافضة تركه رغم الخطر المحدق.

هذا الموقف البطولي جعل من زيزوف أيقونة للصمود والإصرار، وأثار موجة واسعة من التعاطف والدعم، وسط انتشار صورها ومقاطع الفيديو التي وثقت لحظات تحديها للنيران، على الرغم من اقترابها الشديد من قريتها.


تفاصيل الحادثة.. بين رائحة الدخان وحرارة اللهب

رفض المغادرة رغم الخطر

وفقًا لما أوردته منصة روزنة السورية، فإن السيدة زيزوف كانت تدرك حجم الخطر، لكن ارتباطها العاطفي بمنزلها وأرضها كان أقوى من الخوف. فقد بقيت في باحة منزلها، فيما كانت رائحة الدخان تخترق أنفاسها، وحرارة النار تلفح وجهها، بينما أصوات الأشجار المشتعلة تتعالى من مسافة ليست ببعيدة.

زيزوف علي

حرائق تتسع وفرق إنقاذ تواجه الصعوبات

بدأت النيران بالاشتعال في مناطق متفرقة من جبال وقرى سهل الغاب، لتمتد بسرعة كبيرة بسبب وعورة التضاريس، وكثافة الغطاء النباتي، إضافة إلى سرعة الرياح التي ساعدت على انتقال الحريق من مكان إلى آخر. وأوضح مدير الدفاع المدني في اللاذقية أن الحريق بات يهدد مناطق واسعة، بعد أن امتد من ريف حماة الغربي إلى جبلة بريف اللاذقية.


تعاون أهالي المنطقة في مواجهة الكارثة

دور المجتمع المحلي

على الرغم من خطورة الموقف، هبَّ أهالي القرى والبلدات المجاورة لمساندة فرق الدفاع المدني، مستخدمين أدوات بسيطة، وجرّارات زراعية، وحتى الدلاء، لمحاولة السيطرة على النيران قبل وصولها إلى منازلهم وحقولهم.

المشاركات ذات الصلة
1 من 3

نقص الإمكانات والمياه

تواجه فرق الإطفاء تحديات كبرى، أبرزها شح مصادر المياه وقلة المعدات المتطورة، ما جعل عملية السيطرة على الحريق أكثر صعوبة. هذه الظروف تذكر بالمشكلات المستمرة التي تواجهها سوريا في التعامل مع الكوارث الطبيعية، خاصة في المناطق الريفية النائية.


الأبعاد البيئية لحرائق سهل الغاب

خسائر في الغابات والزراعة

تعد منطقة سهل الغاب من أهم السهول الزراعية في سوريا، وتتميز بتنوعها البيئي والغابي. لكن الحرائق الأخيرة أتت على مساحات واسعة من الغابات، مدمرة العديد من أشجار الزيتون والسنديان والصنوبر، ومؤثرة بشكل مباشر على مصادر رزق المزارعين.

تأثير على الحياة البرية

لم تسلم الحياة البرية في المنطقة من أضرار الحريق، إذ تسببت ألسنة اللهب والدخان في هجرة الطيور والحيوانات من موائلها الطبيعية، ما قد يترك آثارًا بيئية طويلة الأمد.


زيزوف علي.. من قصة شخصية إلى رمز وطني

تحولت قصة السيدة زيزوف من موقف شخصي مؤثر إلى رمز للصمود الشعبي في وجه الكوارث، وأصبحت حديث الإعلام المحلي ومنصات التواصل. يرى كثيرون في موقفها رسالة قوية عن التمسك بالأرض والبيت، حتى في أصعب الظروف.


قصة زيزوف علي ليست مجرد خبر عابر، بل درس في الشجاعة والصمود، ورسالة عن قوة الانتماء للوطن والأرض. وبينما تواصل فرق الإطفاء والأهالي جهودهم للسيطرة على النيران، تبقى هذه الحادثة تذكيرًا بضرورة الاستعداد المسبق لمواجهة الكوارث، وتوحيد الجهود لحماية الطبيعة والمجتمع.

تعليقات
Loading...