من هو أبو عبيدة؟ الرجل الغامض الذي نجا من 3 محاولات اغتيال إسرائيلية خلال 15 عاماً
من هو أبو عبيدة؟
المتحدث العسكري الغامض لكتائب القسام
يُعتبر أبو عبيدة واحداً من أبرز الشخصيات في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتحديداً في جناحها العسكري كتائب القسام. اشتهر بصوته الرزين وخطابه الموجه عبر بيانات متلفزة، مرتدياً الكوفية الفلسطينية التي تخفي ملامحه، لتتحول صورته إلى رمز للمقاومة في العالم العربي والإسلامي.
بدأ ظهوره العلني عام 2004 عندما أصبح المتحدث الرسمي باسم القسام، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسمه بكل بيان عسكري مهم صادر عن الحركة. لكن خلف هذه الشخصية الإعلامية، تقف قصة مطاردة طويلة من قبل إسرائيل استمرت لأكثر من 15 عاماً.
لماذا تسعى إسرائيل لتصفيته؟
هدف دائم للأجهزة الأمنية والاستخباراتية
منذ سنوات، صنّفت إسرائيل أبو عبيدة كأحد الأهداف الرئيسية للتصفية، ليس فقط بسبب موقعه الإعلامي، بل لاعتباره ركيزة أساسية في الحرب النفسية والدعائية لحماس.
يصفه مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأنه يمتلك “فهماً عميقاً للحرب النفسية”، حيث تمثل خطاباته جزءاً من المعركة الإعلامية التي تخوضها حماس ضد إسرائيل.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن قادة في القيادة الجنوبية أصروا قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023 على مراقبته عن كثب، إلا أن اندلاع الحرب في غزة جعل عملية استهدافه أكثر تعقيداً، خاصة مع قدرته على الاختفاء لفترات طويلة، حتى عن أعين أقرب القادة مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف.
محاولات اغتيال متكررة

ثلاث محاولات خلال 15 عاماً
على مدى 15 عاماً، حاولت إسرائيل اغتيال أبو عبيدة ثلاث مرات على الأقل:
المحاولة الأولى
وقعت بعد إعلان كتائب القسام عن اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، حيث شنّت إسرائيل غارة على مبنى كان يُعتقد أنه يختبئ فيه. لكن الرجل نجا، لتبدأ أسطورته بالانتشار أكثر.
المحاولة الثانية
خلال السنوات التي تلت الحروب المتكررة على غزة، كثّفت إسرائيل عملياتها الاستخباراتية لرصده، وكشفت اسمه الحقيقي “حذيفة كحلوت” في محاولة للضغط عليه. ورغم ذلك، استمر في الظهور ببيانات مسجلة دون أن تتمكن إسرائيل من تحديد موقعه بدقة.
المحاولة الثالثة
مع اندلاع حرب غزة الأخيرة في أكتوبر 2023، أكدت تقارير إسرائيلية أن جهاز الشاباك قدّم معلومات استخباراتية دقيقة عن مكان وجوده. نفّذ الجيش غارة على مبنى يعتقد أنه كان بداخله، لكن حتى اللحظة لا يوجد تأكيد قاطع على مقتله، لتبقى قصته معلقة بين الحقيقة والغموض.
إقرأ أيضاً: سوريا تنفي توقيع أي اتفاق أمني مع إسرائيل وسط تصاعد التوترات الإقليمية
شخصية مثيرة للجدل
بين الرمز الشعبي والعدو الأول
شهرة واسعة في العالم العربي
تحول أبو عبيدة مع مرور الوقت إلى رمز جماهيري واسع الانتشار. بياناته التي يطل فيها بوجه مغطى وصوت مؤثر جعلته أيقونة في الإعلام العربي، بل وتحوّلت صوره إلى جداريات وملصقات ضخمة في مدن عربية وتركية، في دلالة على حضوره الرمزي.
صورة مختلفة في الإعلام الإسرائيلي
في المقابل، يرى الإعلام الإسرائيلي أن أبو عبيدة ليس مجرد متحدث، بل عقل منظّم للحرب الإعلامية التي تديرها حماس. ويصفه بعضهم بأنه “نرجسي” لكنه بارع في استخدام الدعاية كسلاح معنوي ضد إسرائيل.
هل نجا من الاستهداف الأخير؟
غموض يحيط بمصيره
أثارت آخر محاولة إسرائيلية لتصفيته جدلاً واسعاً، إذ لم تؤكد تل أبيب حتى الآن مصيره بشكل قاطع. أحد المصادر الأمنية قال: “في النهاية، الجميع يخطئ، والقضاء عليهم مسألة وقت”.
لكن حتى الآن، يبقى السؤال الأهم: هل خرج أبو عبيدة من الغارة الأخيرة حياً كما فعل في السابق؟
الغموض المحيط بمصيره يزيد من حالة الترقب، ويعزز صورته كـ”الرجل الذي يتحدى الموت”.
خلفاء محتملون
هل أعدّ بديلاً له؟
تشير مصادر إسرائيلية إلى أن حماس أعدّت بالفعل بدائل مدرّبة يمكنها أن تتولى الدور الإعلامي في حال اختفى أبو عبيدة. ورغم ذلك، فإن شخصية الرجل الرمزية تجعل تعويضه مهمة صعبة، خصوصاً بعد أن أصبح صوت المقاومة الأول في نظر كثير من الفلسطينيين والعرب.
خلاصة
رجل يطارد الأساطير والاغتيالات
سواء بقي على قيد الحياة أو تم اغتياله بالفعل، يظل أبو عبيدة شخصية محورية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فهو ليس مجرد متحدث عسكري، بل رمز لحرب نفسية ومعركة إعلامية لطالما أرّقت إسرائيل، وجعلته هدفاً مستمراً على مدار أكثر من 15 عاماً.
ويبقى السؤال مطروحاً:
هل يستمر أبو عبيدة في الظهور وتحدي إسرائيل، أم أن مصيره قد حُسم بالفعل؟