بيترا كفيتوفا تعلن اعتزال التنس بعد مسيرة ملهمة مليئة بالتحديات والانتصارات
نجمة التنس التشيكية تعلن اعتزالها بعد مسيرة ملهمة مليئة بالتحديات
وداع مؤثر لعالم التنس
بكاء وتأثر شديد، هكذا ودعت نجمة التنس التشيكية بيترا كفيتوفا الملاعب بعد إعلانها رسمياً اعتزالها من المنافسات الاحترافية يوم الاثنين الماضي. جاء إعلانها بعد خسارة صعبة على يد الفرنسية ديان باري في بطولة أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز)، حيث انتهت المباراة بنتيجة 1-6 و0-6، في أقل من ساعة من الزمن، وداعًا مؤلمًا لآخر ظهور لها في البطولات الأربع الكبرى لهذا الموسم.
ولم يتمكن سوى عدد محدود من المشجعين من حضور آخر مباراة لكفيتوفا، بسبب الازدحام المروري على الطرق المؤدية إلى الملعب، وهو ما وصفته وسائل الإعلام بأنه وداع محزن لبطلة كانت تستحق أن تحظى بحضور جماهيري أكبر.
لحظة صعبة مليئة بالمشاعر
خلال مؤتمراتها الصحفية بعد المباراة، ظهرت كفيتوفا بعينين دامعتين، وقالت بصوت مفعم بالعاطفة:
“شكراً لكم يا رفاق على حضوركم، كنت أتمنى أن أقدم عرضاً أفضل اليوم، ولكن كان من الصعب حقًا معرفة أنها ربما تكون آخر مباراة لي. عاطفياً، كان الأمر صعباً جداً. أنا سعيدة لأنني هنا في رقصتي الأخيرة، لقد كانت رحلة طويلة ومدهشة.”
تلك الكلمات أكدت قوة شخصيتها وإصرارها على مواجهة التحديات، حتى في نهاية مسيرة حافلة بالإنجازات واللحظات المؤلمة.
مسيرة استثنائية بدأت في عام 2006
بدأت بيترا كفيتوفا مسيرتها الاحترافية عام 2006، وسرعان ما أصبحت من أبرز لاعبات التنس في العالم. فازت مرتين ببطولة ويمبلدون، وحصلت على برونزية أولمبية في ريو دي جانيرو 2016، كما وصلت إلى نهائي بطولة أستراليا المفتوحة 2019 حيث خسرت أمام نعومي أوساكا في مباراة مثيرة من ثلاث مجموعات.
لكن مسيرتها لم تكن سهلة أبداً، فقد تعرضت لتحديات كبيرة خارج الملاعب، كانت أبرزها الحادثة المروعة في ديسمبر 2016.
الهجوم المروع الذي هز العالم
في ديسمبر 2016، تعرضت كفيتوفا لهجوم عنيف داخل شقتها على يد رجل يحمل سكينا، ادعى أنه بحاجة لتفقد سخان المياه. أسفر الحادث عن إصابات خطيرة في يدها اليسرى، وهي اليد التي تعتمد عليها بشكل أساسي في اللعب.
وقد حكم على الجاني بالسجن لمدة ثماني سنوات في مارس 2019، بينما تعافت كفيتوفا وعادت إلى الملاعب بعد خمسة أشهر من الحادث، في إشارة إلى إرادتها الصلبة وتصميمها على مواصلة حياتها ومسيرتها الرياضية رغم الألم والخوف.
تحديات الأمومة وتأثيرها على التصنيف
شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً في تصنيف كفيتوفا، حيث وصلت مؤخراً إلى المركز 543 عالمياً. ويرجع السبب جزئياً إلى ولادة ابنها بيتر في يوليو 2024، حيث لم تستطع اللعب بالكثافة المعتادة، ولم تحقق سوى سبع انتصارات خلال العام الحالي.
هذا التراجع لم يقلل من مكانتها في تاريخ التنس، بل أظهر للجمهور مدى صعوبة موازنة الحياة الشخصية والاحتراف الرياضي على أعلى مستوى.
اقرأ أيضاً: فيديو صادم: نجم غانا أنطوان سيمينيو يتعرض لإساءة عنصرية من مشجع ليفربول في افتتاحية الدوري الإنجليزي
إرث كفيتوفا في عالم التنس
خلال مسيرتها، لم تكتفِ كفيتوفا بتحقيق البطولات فقط، بل كانت مصدر إلهام للعديد من اللاعبين واللاعبات حول العالم. فقد أثبتت أن الإرادة والتصميم يمكن أن يتجاوزا العقبات الكبيرة، سواء كانت إصابات، هجمات غير متوقعة، أو تحديات الأمومة.

كما أن أسلوب لعبها المميز، الذي يمزج بين القوة والدقة، جعلها من أكثر اللاعبات إثارة في تاريخ التنس الحديث، وترك إرثاً سيذكره عشاق اللعبة لعقود قادمة.
كلمة أخيرة
مع إعلان اعتزال بيترا كفيتوفا، يغادر التنس نجمة استثنائية لم تعرف الاستسلام أمام الظروف الصعبة. حزن الجماهير لم يكن فقط لخسارة لاعبة عظيمة، بل لرحيل شخصية رياضية ألهمت العالم بأسره بقوتها وشغفها للعبة.
رغم كل الصعاب، ستبقى كفيتوفا رمزاً للشجاعة والإصرار، ومثالاً حيًا على أن الرياضة ليست مجرد بطولات، بل رحلة حياة مليئة بالتحديات والانتصارات على الذات قبل أي شيء آخر.