تأثير الموسيقى على التعافي النفسي والجسدي.. علاج طبيعي يحاكي الدواء

تؤكد الدراسات الحديثة أن الموسيقى ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل لها دور فعّال في تحسين الصحة النفسية والجسدية على حد سواء، حيث تساعد على استرجاع الذكريات الإيجابية، تخفيف التوتر، وتعزيز الشعور بالراحة والطمأنينة.

الموسيقى واستدعاء الذكريات

تشير الدكتورة يوليا فينوكوروفا، أخصائية علم النفس، إلى أن الألحان المألوفة قادرة على تحفيز خيال الإنسان وإدخاله في حالات عاطفية ترتبط بتجاربه القديمة أو حتى بما يتمنى أن يعيشه في المستقبل.
وتضيف: “الموسيقى قادرة على إعادة إنتاج الذكريات والرغبات الخفية داخل الإنسان، فهي ليست مجرد خيال بل سيناريوهات حقيقية مرّت في حياة الفرد، وتستحضرها الألحان بطريقة لا شعورية”.

وتلفت الخبيرة الانتباه إلى أن التسويق العصبي يستغل هذه النقطة، حيث توضع أصوات وروائح معينة في المحلات التجارية لتحفيز ردود فعل محددة لدى المستهلكين.

اقرأ أيضاً: عادات بسيطة تجعل عطلة نهاية الأسبوع مصدر طاقة وسعادة لأيام طويلة

الموسيقى كبديل آمن للأدوية النفسية

من جانب آخر، أظهرت دراسة نشرتها مجلة Frontiers in Psychiatry أن العلاج بالموسيقى قد يشكّل بديلاً آمناً للأدوية النفسية لدى مرضى الخرف.
ففي تجربة أجرتها جامعة أنجليا روسكين البريطانية بالتعاون مع مؤسسة Cambridgeshire and Peterborough للخدمات الصحية، تم تخصيص معالج موسيقي متفرغ لمرضى الخرف في جناحين طبيين، حيث قُدمت لهم جلسات غناء وعزف واستماع فردية.

وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في جودة حياة المرضى، مع انخفاض أعراض التوتر والارتباك، ودون أي آثار جانبية سلبية.

الموسيقى وتخفيف الألم

لا يقتصر تأثير الموسيقى على الجانب النفسي فقط، بل تشير بعض الأبحاث إلى أنها تساهم في تخفيف الألم من خلال تشتيت الانتباه وتقليل الشعور بالانزعاج الناجم عن الإصابات أو بعض الأمراض المزمنة.

خلاصة

تُبرز هذه الدراسات أن الموسيقى قد تتحول إلى أداة علاجية فعّالة، سواء لتحسين الصحة النفسية أو لدعم التعافي الجسدي. ومع تزايد الاهتمام بالطب البديل والطرق غير الدوائية، تبدو الموسيقى خياراً واعداً يمكن أن يغيّر حياة الكثيرين نحو الأفضل.

الصحة النفسيةالعلاج بالموسيقىالموسيقىعلم النفس
Comments (0)
Add Comment